قال محافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين: كان لانتخاب ترامب في الولايات المتحدة تأثير كبير على الأسواق العالمية، ويمكننا أن نفحص آثاره من جانبين. بادئ ذي بدء، يجب أن نأخذ في الاعتبار آثاره على الاقتصاد الإيراني. لا يوجد لدى الاقتصاد الإيراني تجارة مع أمريكا، ولا يعتمد كثيراً على اقتصادها، ولا توجد بيننا تعاملات مالية.
وأضاف: بشكل عام فإن دوائر اعتماد الاقتصاد الإيراني مع أمريكا وحتى أوروبا محدودة للغاية ولا توجد لدينا مثل هذه العلاقات الاقتصادية. إن إجمالي تجارتنا مع أوروبا لا يصل إلى خمس تجارة إيران مع الولايات المتحدة، وبالتالي فإن الانتخابات الأمريكية ورئاسة ترامب لا تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الإيراني.
وأكد فرزين: كما رأينا بعد انتخاب ترامب فإن تقلبات سوق العملات كانت منخفضة للغاية وأقل من واحد بالمئة.
وأشار إلى أن فوز ترامب سيؤثر على اقتصاد العالم أجمع باعتبار أن أمريكا لديها اقتصاد كبير، وقال: من حيث التأثيرات غير المباشرة فالاقتصاد الأمريكي اقتصاد كبير ويؤثر على اقتصاد العالم كله.
وتابع محافظ البنك المركزي: بعد انتخاب ترامب، ارتفع سعر بعض العملات المشفرة حتى بنسبة 20%، وانخفضت قيمة اليورو كثيرًا نسبيًا، لكن هذا كان بينما انخفضت قيمة عملتنا بأقل من 1%، وهو ما هي واحدة من أدنى ردود الفعل التي حصلنا عليها في دول أخرى من العالم.
وقال فرزين أيضًا: في نفس الوقت الذي تم فيه انتخاب ترامب، أصبحت أسواق المعادن والعملات المشفرة وغيرها من الأسواق العالمية غير مستقرة. إذا تصرف ترامب وفق أسلوبه السابق وقلل من علاقاته مع الدول الأجنبية، فمن الممكن أن تكون لديه فرص وتهديدات لدول العالم. ويرجع جزء من الخوف إلى حقيقة أن ترامب في ولايته السابقة تصرف في إطار المذهب التجاري وتجنب سياسات العولمة.
وبحسب محافظ البنك المركزي، فإن فرض قيود تجارية مع أمريكا وتقليص الوجود التجاري في الأسواق العالمية من قبل ترامب سيكون له آثار كثيرة على اقتصاد أوروبا والصين، وهو ما يشكل تهديدا وفرصة لنا في آن واحد.
وذكر أنه يجب أن نأخذ في الاعتبار التحليل السياسي لسلوك ترامب وطريقة تعامله مع مختلف القضايا والعقوبات على إيران والنظر في سياساتنا على أساس ذلك، وقال: لقد أظهر اقتصادنا في اليوم الأول أنه ضد مثل هذه الأحداث مرونة عالية.
وشدد فرزين: اقتصاد إيران ليس هو الاقتصاد الذي كان عليه قبل 8 سنوات عندما كان لانتخاب ترامب تأثير كبير عليه. وفي الوقت الحالي، زاد تفاعلنا الاقتصادي مع دول المنطقة والدول الأعضاء في البريكس، ومع عضوية إيران في البريكس، تم تعزيز أنظمة إدارة العقوبات ولدينا القوة اللازمة للتعامل مع الصدمات الخارجية. أعتقد أنه إذا تمكنا من اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد قرارات ترامب، فستكون هناك فرص لنا وسنتمكن من التعامل مع التهديدات.
وأشار فرزين إلى أننا استعدنا بالفعل لبداية هذا العصر، وقال: نحن أعضاء في البريكس منذ أكثر من عامين وقد اقترحنا العديد من المقترحات التي يجري تنفيذها ليتم تنفيذها في البريكس. في الوقت الحاضر، تم تنفيذ جزء من التعاون مع الدول الأعضاء في مجموعة البريكس، وألغينا استخدام الدولار في تعاملاتنا مع العديد من الدول، ولدينا أيضًا احتياطيات آمنة من النقد الأجنبي.
وأضاف: إن وجود ترامب ونهجه يمكن أن يزيد التعاون في البريكس وتحاول الدول الأعضاء استغلال الفرصة للتفاعل مع بعضها البعض لمنع آثار السياسات الأمريكية.
وقال محافظ البنك المركزي: علينا أن نرى ماذا ستكون سياسات ترامب وكيف ستؤثر على سلوك دول المنطقة وأعضاء البريكس. على الرغم من العقوبات، لا تزال إيران دولة ذات اقتصاد مفتوح ونتفاعل مع العديد من البلدان، وهو أمر مفيد للغاية.
وقال فرزين: "في الأيام القليلة الأولى، كنت قلقاً بشأن نتيجة الانتخابات الأمريكية، لكن يوم الأربعاء، عندما أُعلن انتخاب ترامب، كانت التقلبات محدودة ورأينا مرونة في الأسواق". وعلينا أن نأخذ في الاعتبار خلق حالة من الذعر في الأسواق، وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن الاقتصاد الإيراني لن يتأثر بشكل كبير بنتيجة الانتخابات الأمريكية.
